"كن معنا يا بيكهام فمازال في جعبتك الكثير لتقدمه لنا"بهذه الكلمات الحماسية شرّع الايطالي فابيو كابيللو اول مهامه التدريبية مع منتخب (الإنتيكة)الانجليزي مخاطباً أشهر لاعب في العالم ديفيد بيكهام بلهجة حديدية الهبت فيه الحماس ودبت روح المغامرة في دمائه بعدأن ركنه سلفه الانكليزي ستيف ماكلرين حبيسا قيد الانتظارعلى دكة الاحتياط (سجن النجوم القصري في نظرالبعض) قبل ان يعطيه بطاقة التسريح فالاستغناء المطلق عن خدماته وعن وسامته الطاغية التي شكلت العلامة المميزة للمنتخب الانكليزي على مدى عشرسنوات كاملة.
ولم يكتف كابيللو بهذاالدعم المعنوي فحسب بل عمد لتأهليه نفسياً وبدنياً بعدان ضرب نجوميته الترهل وعاد معه الى الاضواء باثاً في عروقه شحنات العزيمة ومصل التفوق وبالفعل تحقق له مااراد بعدعدة مباريات وبان مفعوله السحري كأنما يلمّع بكلاتا يديه حجر الماس زاد بريقه وهجاً بمعية رفاقة وهاهو اليوم يدخل مرة اخرى بورصةالانتقالات من جديدوبأعلى المبالغ من الدولارات.
صراحةً اثارني موقف غريب وتصريحات البعض من محللي الكرة في احدى المحطات العربية وهم يستهجنون خطوة المدرب الايراني علي دائي وهو يستعين بالمحارب القديم كريم باقري في لقاء الامارت ومع شدة التعجب والكم الهائل فان هذا العجوز اسكت الجميع ولبى نداء زميله دائي وسجل هدف التعادل الغالي.
وبطبيعة الحال فان الامريختلف عندنا جذريا فلم يكتف البعض بكلاسيكيتهم المتوارثة من جيل الى جيل وكابرعن كابرفي التدريب بل اصبحنا نقلدشيوخنا حتى في الاراء والتقيّمات الخاصة والشخصية منها وعلى مبدأ المثل العربي الاشهر"إذا قالت حذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ "ومايبعث الحزن في النفس انناخسرنا الكثيرمن اللاعبين وهم في قمة مستواهم بسبب تصريحات بعض المدربين ممن كانوا يتحكمون بمصائرالفرق وقيادة المنتخبات ومقولاتهم الخالدة كأنها كتاب مقدس منزه عن الأخطاء وغير قابل للنقاش اوللتأويل حيث تنساب تصريحاتهم المدونة (بماء الذهب) من باب النصيحة الاخوية اوالابوية للاعب سرعان ما تتحول الى جحيم مطبق وكابوس دائمي يرافق هذااللاعب وكأنهم ينتظرون منه ان يقولها لهم بملء الفم سأعتزل اللعب قريباًوالأنكى من هذا ان بعض الصحف ساهمت بشكل مباشر ولعلها في غفلة من ذلك بدفع اللاعب الى الاعتزال.
ولانزال نذكرتصريحات اللاعب راضي شنيشل كيف كابد عناء ما بعده عناءمن تصرفات مدرب منتخبنا آنذاك حينما قررعدم زجه حتى في الوحدات التدريبية بداعي التقدم بالعمر ومطالبته علناً الاعتزال الفوري كون عمره وفق رأي هذا المدرب شارف على الانتهاء في حين ان معظم مدربي الخليج وانديتها كانت تتهافت على خدماته الا في بلدنا!وكأنما القناعات ايضا تتناسخ من مدرب الى اخر كالكراس اوالمحاضرة الجامعية.
ولانختلف كثيرا مع كلام راضي غير اننا نؤكد حقيقة اخرى انه لا يوجد شي يحدد الأبداع او حتى هاجساً يكاد ان يقهرإرادة اي لاعب سوى قناعة اللاعب الخاصة بذاته كونه لا توجد حدود مفترضة لعطائه في الملعب انما هذاالامرمرهون لنشأته الرياضية وصحته ونظام غذائه وطريقة محافظته على نشاطه وقلة سهره وعلى جهده البدني مادام انه يشعر بقدرته على العطاء وتحقيق الحد الادنى من المستوى المطلوب في اللعب ومساهمته الحقيقة في صنع النتائج وتطويرواقعه.
وعليه نقول كفاناُ تحريراً لصكوك اعتزال لاعيبنا من دون التشاورمعهم وكفانا احكاما قاسية قد تجرح ارواحهم من حيث لاندرك عبر تصريحات لاتخرج عن إطار التصور الشخصي لعله لا يبتعد عن هواجس شخصية بحتة ناجمة عن مواقف مهنية سابقة اوربما ان بعضهم لازال صريعاً لمقارنات ظالمة بين جيله وبين الجيل الحالي ومهما كنا مفرطين في التشاؤم الا اننا لا نخرج هذه الاراءعن حلبة التقّيم الشخصي للمدرب والذي لايزال يصرويحاول اقناع الجميع على ان اعمار اللاعبين كالمصابيح لديهاعمرافتراضي وشدة إضاءة تناسب طرديا مع وهج مصباح تنكستن!. وحمد لله ان الانجليزي مارك لورينسون مدرب نادي نيوكاسل سابقا والمحلل لدى شبكة الbbc البريطانيةلم يستمع الى أراء مدريبنا ونظرتهم لكبارالسن من اللاعبين لتغيرت قناعته فوراً بالمهاجم الهداف الن شيرركيف لاوهوالذي اشتهر (اي لورينسون ) بمقولته
"أدرك جيداً أن شيرراصبح كبيرا بالعمرلكنه هادئ ولايتكلم كثيراً يصوم ويخفت لمدة 88 دقيقة من عمرالمباراة واذا تحرك فأنه حتما سيسجل لك هدفين في الدقائق المتبقية,فهل يوجد أجمل من ذلك؟!!".
"نقلا عن صحيفة المدى العراقية"